كنوز ميديا / تقارير
مرَّ العراق بالعديد من الحروب والصراعات الداخلية والخارجية والتي أثرت بشكل كبير على حضوره ودوره المحوري والمهم في المنطقة، ناهيك عن الأوضاع الأمنية والسياسية بعد سقوط النظام البائد، والتي جعلت منه ساحة للإرهاب، بالتالي أثرت هذه الأمور في مجملها على تراجع مكانة العراق بين دول المنطقة والعالم.
وسعى العراق الى استعادة دوره الرئيسي والمحوري خلال سنوات طوال، إلا ان عوائق كثيرة كانت قد احالت دون تحقيق ذلك، فبعد عمليات القاعدة الإرهابية، برز تنظيم داعش الاجرامي الذي أخذ كثيراً من بلاد الرافدين عبر احتلال جزء كبير من أراضيه والذي اتخذها منطلقاً لتنفيذ عملياته الاجرامية، بالإضافة الى انه صار تهديداً خطيراً بالنسبة لدول المنطقة.
وبرغم هذه الأزمات غير المنتهية، فأن العراق بقي يسعى الى استعادة دوره الحقيقي وترتيب أوراقه، ونجح بالفعل بعد عقده عدداً من القمم العربية، سواءً في بغداد وغيرها من الدول، كما انه نجح في تقريب وجهات النظر بين الدول المتخاصمة، عبر لقاءات عقدت في العاصمة بغداد، وتمكّن من تحقيق نسب متقدمة نحو الاستقرار وأخذ الدور المحوري والحقيقي للعراق.
الى ذلك، يقول الأمين العام للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق، والنائب الأسبق جاسم محمد جعفر في تصريح صحفي تابعته “المراقب العراقي”، ان “العراق شهد في الفترة الأخيرة استقراراً سياسياً كبيراً”، لافتا الى ان “وضع البلاد الحالي أفضل من السنوات السابقة بالنسبة للشأن السياسي والأمني”.
ويرى جعفر، ان “العراق يمتلك علاقات جيدة مع العديد من دول العالم وحتى المحيطة به، واستطاع ترطيب الأجواء فيما يخص الخلافات الحاصلة على مستوى دول المنطقة”.
وأوضح، ان “العراق تمكن من الخروج من دائرة الصراعات السياسية والأزمات الأمنية، ونأمل ان يكون قوة مؤثرة حيث ان هذه العوامل هي من مصلحته ومصلحة المنطقة”.
في السياق نفسه، يقول عضو مجلس النواب رفيق الصالحي في حديث لـه ان “حكومة محمد شياع السوداني استطاعت كسب رضا الكتل السياسية الداخلية وحتى الدول الخارجية، وساهمت في استعادة الدور الريادي للعراق بشكل تدريجي، سواءً في المنطقة أو العالم”.
ويضيف الصالحي، ان “الحكومة الحالية يجب ان تجد الاسناد الكامل من أجل العبور الى مرحلة الاستقرار التام، سواءً على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الأمني”.
وينوّه الى ان “العراق قادر على ادارة المنطقة وارساء الأمن فيها خاصة وان استقراره ينعكس على المنطقة برمتها، برغم وجود تحركات مستغربة من جانب الولايات المتحدة الامريكية، إلا ان الحكومة محيطة بالموضوع وتتصرف بحكمة ودراية”.
ولفت الى ان “العراق استطاع الخلاص من حقبة المشاكل السياسية والأمنية التي انهكته في السنين السابقة، ويسير نحو ارساء أسس الاستقرار سواءً في الداخل أو الخارج”.
يشار الى ان العراق بات محطة رئيسة لجميع دول العالم، كما انه أصبح محط أنظار الدول الكبرى، لما حققه من نجاحات مطلقة على مستوى السياسة الخارجية والرؤى القيادية الناجحة، خاصة بعد ان تمكن من اعادة سوريا الى جامعة الدول العربية، بعد قطيعة استمرت لسنين طوال.
ومن المترقب ان يزور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، العراق خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد ان سبقه وزير خارجيته، الذي وصل أمس الثلاثاء الى العاصمة بغداد.