لنفهم مايريده الشهداء ..

بقلم// مكي محمد علي

لقد بات واضحا ، وان لم يكن لدى الجميع وللأسف ، بات واضحا ، أن كل تلكؤ في تطبيق المواد القانونية التي نص عليها قانون مؤسسة الشهداء رقم ( ٢) لسنة ( ٢٠١٦ )، وكل اغفال لتطبيق هذه المواد ، سببه هو في الحكومات المتعاقبة ، والتي كان للبرلمان دور كبير في ذلك ، زائدا ، انشغال ذوي الشهداء في المطالبة بحقوقهم المادية وعلى نطاق واسع ، وهو الأهم ..
ان المطالبة بالحقوق المادية ، حق مشروع ، لكنّ الابقاء عليها فقط ، هذا مايضعّف موقف ذوي الشهداء ..
فالشهيد الذي نذر نفسه للشهادة كان يعلم علم اليقين بما سيلقاه من معاناة حتى الموت ، وهو يواصل حربه وفضحه للنظام الفاشيستي ، وهو بذات الوقت ترك لنا رسالة مفادها : أن نواصل دربه في فضح النظام دائما وأبدا ، رغم مضايقة النظام ، فكيف والحال بعد سقوط النظام وتوفر فسح كثيرة وكبيرة للمطالبة والافصاح عن كل مظلومية ..
لقد تقاعس الكثير من ذوي الشهداء عن هذا الجانب ، وصُبت كل المطالبات بالحقوق المادية ، من رواتب ومن سكن ، رغم الأحقية في ذلك ، لكنها غفلت وللأسف عن الجانب المعنوي الذي هو لب رسالة الشهيد الذي قارع النظام من دون أي ينظر أو يترقب مميزات وجوانب مادية ..
ان دم الشهيد ، يستحق منا أن نقف الوقفات التي تدعم أهداف الشهيد ، لا أن ننغمس فيما نستحقه من حقوق على الصعيد المادي فقط ..
فالمطالبة مثلا باعداد مناهج دراسية تبين للأجيال ما مارسه النظام البائد ، وهي أي المطالبة مفردة من مفردات المطالبة بتطبيق العدالة الانتقالية ، والتي منها تفعيل الملاحقات القضائية ، لمن مارس انتهاكات حقوق الانسان ، وبرامج دفع الضرر ..
فالمطالبة الجماهيرية هي الضامن المهم لتطبيق ما نص عليه قانون مؤسسة الشهداء ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى