كنوز ميديا / تقارير
تمر اليوم ذكرى اختلفت المعاني والكلمات بتفسيرها، ومدى أهميتها، الا أنها قد توصف بعبارة واحدة وهي “الاستفتاء الفاشل”، والذي لم يستطع الخروج الى النور اطلاقاً، وربما قد تلقى “رصاصة الرحمة” حتى قبل ولادته.
الاستفتاء الذي حاولت حكومة إقليم كردستان تنفيذه من أجل هدف واحد، وغاية لم تتحقق، وهي إقامة دولة كردية، قطعت الحكومة الاتحادية دابر “فتنة الانفصال”، وامريكا من وقفت بجانب الحزب الديمقراطي، تخلت عنه بمنتصف الطريق، اما الدول المجاورة فقد عارضت الفكرة شديداً.
وكانت حكومة إقليم كردستان، قد عقدت في يوم 25 أيلول 2017، مع إظهار النتائج التمهيدية إدلاء الغالبية العظمى من الأصوات بنسبة 92%، لصالح الاستقلال ونسبة مشاركة بلغت 72%، بحسب زعمها
“تمجيد الذكرى ورد قاس”
القيادات الكردية لاسيما التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، دائما ما تمجد بذكرى الاستفتاء وتعتبره انتصاراً للشعب الكردي، وهذا ما أكده رئيس حكومة كردستان، مسرور بارزاني.
عضو مجلس النواب السابق، جاسم البياتي، رد على رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، فيما عد الاستفتاء قد انهى محاولة الانفصال وقيام الدولة الكردية.
ويقول البياتي، في حديث له، إن “ملف الاستفتاء وإقامة دولة كردية يمثل مشروعاً خاصاً لحكومة إقليم كردستان، والتي تنظر الى بغداد كأنها (بقرة حلوب) وتحاول أن تحصل على كما تريد”، مبيناً أن “الحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل عام ومسعود بارزاني بالذات برنامجه واضح”.
ويضيف، ان “هذا البرنامج يتمثل بمدى قدرة الاكراد بالحصول على أكبر قدر من المكاسب لتقوية النظام في إقليم كردستان”، لافتاً الى أن “الحكومة الاتحادية تعلم بهذا الشيء، الا انها تتعامل مع البارتي بحسن نية وطيبة قلب”.
ويوضح النائب السابق، أن “الاستفتاء الكردي كان ضربة قاضية لحكومة إقليم كردستان، والذي انهى حلم الانفصال وقيام حكومة كردية”، مؤكداً أن “الاستفتاء عندما فشل ووقفت ضده دول مجاورة والبرلمان العراقي، فهذا يعني أنه تم القضاء عليه”.
ويبين البياتي، أن “مسعود بارزاني كان يعتقد، بانه قادر على تأسيس الدولة الكردية قبل مماته، ولكن النتيجة جاءت عكس ما تمنى”.
ويتابع حديثه، قائلا: “بدلاً من أن يفرح بارزاني بذكرى الاستفتاء عليه أن يصمت؛ نتيجة الفشل الذريع الذي اصابه بقضية الاستفتاء”.
“هدد مستقبل بارزاني”
بدوره، رأى المحلل السياسي، صباح العكيلي، أن الاستفتاء الذي قامت به حكومة كردستان يمثل “خطأ استراتيجياً كبيراً”، وفيما بين تأثيراته على مسعود بارزاني، أكد أن هذا الحلم اصطدم بواقع سياسي إقليمي وداخلي.
ويذكر العكيلي، في حديث له، إن “الاستفتاء الذي قام به رئيس الحزب الديمقراطي، مسعود بارزاني، يعد خطا استراتيجياً كبيراً واودى بمستقبله السياسي”، مبيناً أن “الاستفتاء بين موقف الاكراد والذين يعتبرون نفسهم حلفاء لأمريكا، الا أن الواقع ثبت خلاف ذلك، باعتبار أن واشنطن ليس لديها صديق دائم”.
ويلفت الى، أن “أمريكا مستعدة بأن تضحي باي شخصية سواء كانت حليفة أو صديقة حفاظاً على مصالحها الشخصية”، لافتاً الى أن “قضية الاستفتاء كشفت كذلك، نوايا بارزاني بقضية الإقليم، والحلم الذي يسعون لتحقيقه وهو إقامة الدولة الكردية”.
ويتابع المحلل السياسي، ان “هذا الحلم اصطدم بواقع سياسي ليس داخل العراق فقط، بل على مستوى النظام العالمي، وكذلك الاقليمي لاسيما وجهات نظر الدول الجارة وهي كل من إيران وتركيا، بالاضافة الى سوريا”، مؤكداً أن “جميع الدول متفقة مع العراق، بان ليس هناك دولة جديدة في شماله”.
ويبين العكيلي، أن “تجربة الاستفتاء تمثل ضربة قاسية للأكراد، وعليهم أن يعوا جيداً بان لا يوجد حليف دائم، بل هناك مصالح مشتركة، وخير دليل موقف أمريكا”.
قضية الاستفتاء ومحاولة إقامة دولة كردية، كشفت ملفات عديدة، تمثلت على الواقع الإقليمي والمحلي، فبينت النوايا المخفية للساسة الاكراد، ومدى صدق أمريكا مع حلفائها، وموقف العراق ودول الجوار، وبالنهاية فإن جميع هذه الخيوط تؤدي لنتيجة واحدة وهي “فضل الاستفتاء ورفض إقامة هذه الدولة”.