بقلم // هيثم الخزعلي

بعد أن شهدت الاشهر الأخيرة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي حتى وصل إلى اكثر من ١٦٣ الف دينار مقابل ١٠٠$،
وبالرغم من حزم الإصلاحات التي اتخاذها البنك المركزي العراقي، الا ان السوق السوداء، اخذت تعمل بشكل سلبي في سعر الصرف.
الا ان تم الاتفاق بين البنك المركزي العراقي و الفدرالي الأمريكي على مجموعة من الإجراءات التي أدت إلى انخفاض سعر الصرف إلى ١٥٤ ومن المتوقع أن ينخفض اكثر في الأيام القادمة مع قرب موعد تطبيق الاتفاق مع مطلع العام القادم.

ولأن العراق بحاجة إلى تأمين الدولار لتغطية الواردات الحوالات الخارجية ، فأن البنك المركزي طرح مجموعة إجراءات تؤمن ما يحتاجه العراق من الدولار مما اسهم في خفض سعر صرف الدولار في الأسواق المحلية.

خلفية الاتفاق :-

١-هدف الفدرالي الأمريكي هو مراقبة التحويلات العراقية الخارجية من الدولار .

٢- هدف البنك المركزي العراقي الحصول على الدولار لتأمين احتياجات البلاد ، والمحافظة على عرض كاف من الدولار، يضبط به معدلات التضخم.

ولاجل تحقيق هدف البنك المركزي العراقي، وضبط سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، وضبط معدلات التضخم، خاض البنك المركزي جولة مفاوضات مع الفدرالي الأمريكي في (ابو ظبي ) ونتجدعنها هذا الاتفاق.

بنود الاتفاق وانعكاساتها على السوق العراقي:-

١- خروج البنك المركزي من موضوع دفع الحوالات والاعتماد على بنوك المراسلة، مثل بنك (ستي بنك ) و (الجي بي مورگن) وهو ما يعني سهولة في إجراء الحوالات وسرعة بالتحويل تنعكس على عرض الدولار وبالتالي سعر صرف الدينار العراقي بشكل إيجابي.

٢- تعزيز ارصدة ١٠ مصارف عراقية بالدولار، مما يعني زيادة القيمة النقدية أو الودائع المصرفية التي تحتفظ بها البنوك في عملتها الوطنية بالدولار الأمريكي. من خلال تحويل العملات الأخرى إلى الدولار. و تعزيز ارصدة البنوك بالدولار يمكن أن يساعد في زيادة عرضه بما يؤدي لانخفاض سعر الدولار مقابل العملة الوطنية.

٣- تعزيز ارصدة ١٣ بنك عراقي باليوان الصيني، من خلال بنك التنمية السنغافوري، ونحن نعلم آن تجارة العراق مع الصين بلغت اكثر من ١٢ مليار سنويا، وأصبح بامكان التاجر ان يشتري البضاعة من الصين وتقوم هذه البنوك بفتح الاعتماد والدفع باليوان الصيني، وهو ما يقلل الطلب على الدولار ويساهم بانخفاض سعره.

٤- الاتفاق على تعزيز ارصدة العراق بالدرهم الإماراتي واليورو لاغراض التجارة مع الاتحاد الأوربي، و هو ما يعني التجارة مع هذه الدول بعملتها، وهو ما سيؤدي لانخفاض الطلب على الدولار وانخفاض سعره.

٤- آن لا يتم رفض الحوالات الخارجية من قبل البنوك الأمريكية الا لأسباب وجيهة وقوية.

بهذه الإجراءات الناجحة، استطاع البنك المركزي آن يبعد نفسه عن التحويلات المشبوهة، وحفظ اموال العراق من العقوبات المحتملة.
كما أن البنك المركزي نجح عبر هذا الاتفاق في تأمين الاموال اللازمة لتوفير الحوالات الخارجية وتغطية الواردات من التجارة الشرعية.
ونجح اخيرا بخفض سعر الدولار في مقابل العملة الوطنية. ونجح في إدارة الازمة.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here