ثوب السيادة يعلق بحافة وجود الاحتلال الأجنبي ويتمزّق

كنوز ميديا / تقارير

قلّت في الفترة الأخيرة، المطالبات السياسية بطرد الاحتلال الأمريكي، خاصة بعد دخول العراق بجولة مفاوضات مع واشنطن، من أجل الخروج باتفاقية تلزم واشنطن بسحب قواتها من الأراضي العراقية، ويأتي الجمود السياسي بشأن انهاء الوجود الأجنبي بسبب انشغال الساحة بقضايا متعددة، أبرزها انتخاب رئيس جديد للبرلمان، وإقرار الموازنة، بالإضافة الى المشاكل الإقليمية، وكذلك زيارة السوداني الأخيرة لواشنطن التي من المزمع ان تلقي بنتائجها على ملف الوجود العسكري في العراق.
كل هذه الأسباب جعلت من قضية الانسحاب الأمريكي من العراق غير مطروحة على الساحة السياسية خلال هذه الفترة، لكن في المقابل مازالت المقاومة الإسلامية ملتزمة بموقفها المطالب برحيل الاحتلال عن الأراضي العراقية، وتنتظر قراراً سياسياً يصدر عن جولات المفاوضات بين بغداد وواشنطن، ليكون قرارها مدروساً ومتماشياً مع موقف وقرار بغداد، بينما يرجّح مراقبون عودة التصعيد والضربات ضد قواعد البيت الأبيض خاصة في ظل عدم جدية واشنطن بالانسحاب من العراق، ومحاولة إطالة مدة البقاء بأي شكل من الأشكال.
في مقابل المفاوضات والحراك السياسي العراقي لإنهاء الوجود الأمريكي، يأمل العراقيون انتخاب رئيس جديد للبرلمان، يعيد فاعلية السلطة التشريعية ويخدم تطلعات الشعب العراقي، عبر اتخاذ قرار جديد بشأن الاحتلال الأمريكي يلزم حكومة بغداد بالحراك الجاد، من أجل انهائه، ويكسر لحظات الصمت التي خيّمت على القبة التشريعية، فيما يتعلق بالانسحاب الأمريكي من العراق، وفي الوقت الذي يتحدث نواب في البرلمان على ان أغلب الكتل السياسية في البرلمان مع انهاء الوجود الأمريكي، يؤكد آخرون بأن نواب كتلة الاطار التنسيقي الشيعية، هم الوحيدون الذين يطالبون بالانسحاب الأجنبي.
ويرى القيادي في الإطار التنسيقي، علي الفتلاوي، أن “المشاكل السياسية أثرت نوعاً ما على القرار العراقي بشأن الانسحاب الأمريكي، والشعب العراقي ينتظر اليوم، قراراً حكومياً يثلج الصدور ويزيل هم الاحتلال”.
وقال الفتلاوي إن “المقاومة الإسلامية لا تعوّل كثيراً على القرار السياسي، ولديها قناعة كبيرة بأن الاحتلال لن ينسحب من العراق إلا بمنطق القوة، وهي اللغة الوحيدة التي يعرفها الأمريكان”.
وأضاف: ان “المقاومة الإسلامية أعطت فرصة التفاوض مع واشنطن للحكومة، لرفع الحرج عنها، والخروج باتفاقية على غرار اتفاقية 2011 التي خرج على أثرها الاحتلال الأمريكي من العراق آنذاك”.
وأشار الى ان “واشنطن تماطل ولا تريد مواجهة المقاومة الإسلامية العراقية، لأنها جربت المواجهة وتعلم جيداً ان ضرباتها ستجعل وجودها على المحك”، منوهاً الى ان “أمريكا تريد إطالة مدة المباحثات الى سنوات طوال، لتجنب تكرار سيناريو المواجهة المباشرة”.
ودعا القيادي في الإطار الشيعي، الحكومة والبرلمان الى مساندة الموقف الشعبي والوطني المتمثل بالمقاومة الإسلامية العراقية، والضغط على الأمريكان، من أجل طردهم من الأراضي العراقية”.
وأوضح الفتلاوي: أن “كل حكومة لها منهاجها السياسي الخاص على المستويين الداخلي والخارجي، وبالتالي فأن السوداني تحرّك بصورة جيدة واستخدم مع الامريكان أسلوب الشد والجذب”، مبيناً ان “العراق وصل الى مراحل متقدمة في المفاوضات مع واشنطن”.
وتستمر اللجان المشتركة بين العراق والولايات المتحدة بجولات التفاوض بشأن الانسحاب الأمريكي العسكري من العراق، بعد اجراء تقييم أمني شامل للقوات العراقية، وقدرتها على مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية، وفي الوقت الذي يصرُّ فيه العراق على انهاء الدور العسكري الأجنبي، تحاول واشنطن المماطلة بالملف، عبر التملص من عقد اجتماعات اللجان العسكرية المشتركة، الأمر الذي يبقي الخيارات مفتوحة لعودة ضربات المقاومة الإسلامية ضد المصالح الأمريكية في العراق وسوريا وحتى الكيان الصهيوني.
وعلى خلفية هجمات أمريكية متفرقة، استهدفت قطعات الحشد الشعبي وقادة في المقاومة الإسلامية، تقدّم رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، بطلب الى واشنطن، بضرورة وضع جدول زمني للانسحاب من العراق، على اعتبار انها خرقت السيادة وتعدّت جميع الحدود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى