كنوز ميديا / التقارير
تستمر جرائم الكيان الصهيوني المدعوم من أمريكا، بحق أبناء الشعب الفلسطيني، في محاولة للضغط على محور المقاومة الإسلامية في المنطقة من أجل وقف التصعيد، بالتزامن مع الرد الإيراني المتوقع على جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وتخوف دول الاستكبار العالمي من فتح جبهات جديدة تزيد الأمور تعقيداً على الكيان والمحور الغربي، لذا لجأت الى تنفيذ عمليات إرهابية بحق المدنيين، في محاولة لثني المقاومة وزعزعة صمودها.
وارتكب الكيان الصهيوني، فجر أمس السبت، جريمة مروعة استشهد على أثرها أكثر من 100 شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء وعشرات الجرحى خلال قصف استهدف مدرسة التابعين التي يسكنها مئات النازحين، وفي وقت أدان العالم الإسلامي هذه الجريمة البشعة، سارعت دول الاستكبار الى تبرير موقف الكيان، على ان الضربة جاءت لاستهداف قيادات من حركة حماس.
وأدانت المقاومة الإسلامية في العراق، كتائب حزب الله، الجريمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني بقصف مدرسة التابعين، مؤكدة ان “وجه التوحش الأمريكي ينجلي للعالم بصورته الحقيقية من الدعم المتواصل للكيان الصهيوني وتزويده بأدوات القتل الفتاكة لقتل الأبرياء في فلسطين”.
وذكرت الكتائب في بيان انه “تتوالى جرائم العدو الصهيوأمريكي بحق الأبرياء في غزة، ليرتكب هذه المرة مجزرة أخرى فجر أمس بقصف النازحين في (مدرسة التابعين)، موقعةً أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى في منطقة الدرج وسط غزة”.
وأضافت: ان “وجه التوحش الأمريكي ينجلي للعالم بصورته الحقيقية من الدعم المتواصل للكيان الصهيوني وتزويده بأدوات القتل الفتاكة لقتل الأبرياء في فلسطين، وهو ما يفصح عن وحدة هدف العدو في تصفية الشعب الفلسطيني أو تهجيره من أرضه”.
وتابعت الكتائب في بيانها، ان “الأساليب الصهيونية الأمريكية الجبانة والغادرة، لن تثني المقاومين الأحرار عن مواصلة جهادهم، لتخليص الشعوب من إجرامهم في فلسطين والمنطقة، (أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)”.
من جهته، يقول المحلل السياسي د. عمار البهادلي، إن “هذه الجريمة تضاف الى سجل المجازر الإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وستسجل في صفحات التاريخ المظلم للكيان الغاصب”.
وأضاف البهادلي أن “هذه الجرائم يجب ان يحاسب عليها القانون الدولي، لكن صمت المجتمع الدولي والإقليمي غريب ويحاول غض النظر عنه، وكان يجب ادانة نتنياهو والمنظومة التي يديرها منذ فترة طويلة، بسبب كثرة الجرائم بحق الشعب الفلسطيني”.
وأشار الى ان “الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي يصمتان عن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وهذا يعتبر موافقة ضمنية للمجتمع الدولي والإقليمي خصوصاً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.
وتابع: ان “مساعي التهدئة متعثرة وبطيئة بسبب وجود اشتراطات مسبقة، يحاول ان يفرضها الكيان الصهيوني على حركة حماس، مبيناً ان الشروط غير متكافئة والغرب يحاول فرضها على فلسطين”.
وأوضح: ان “الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه، اعتقد خاطئاً بأنه سيحسم المعركة بقوة سلاحه، لكنه اصطدم بقوة لم يتوقعها والى اليوم المعركة قائمة ولم يستطع الكيان تحقيق أي من أهدافه، وفشل في إطلاق سراح رهائنه”، منوهاً الى ان “المجازر ستفشل حتماً في تحقيق أهدافها وأثبتت المقاومة الإسلامية جدارتها في جر إسرائيل الى حرب استنزاف، ولم تشفع له الترسانة العسكرية”.
وأشار الى ان “حكومة الاحتلال الصهيوني ومن خلال تلك الجرائم، تحاول ان تثبت انها لن تخسر في الحرب، وهي تمتلك قوة باستخدام أبشع وسائل أنواع الإبادة الجماعية، في محاولة جعل غزة منطقة عازلة تحمي تل أبيب من صواريخ حماس والمقاومة الإسلامية”.
ونوّه الى ان “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتحين الوقت المناسب، للرد على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، وحتماً سيكون رداً على هذا التجاوز وتغيير قواعد الاشتباك وتجاوز الخطوط الحُمر”، موضحاً ان “الكيان الصهيوني يريد تشتيت أنظار إيران عبر شن مثل هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني”.
هذا وأدان المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي عبر قصفه مدرسة “التابعين” في قطاع غزة، داعياً العالم للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع، ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم.
وتأتي الجرائم الصهيونية في الوقت الذي تسعى أطراف إقليمية ودولية الى وقف إطلاق النار وعقد هدنة بين الطرفين، لكن وبحسب مراقبين، ان مثل هذه الهجمات تقوّض جهود الهدنة، خاصة وان محور المقاومة الإسلامية لن يقف مكتوف الأيدي على تلك الجرائم الوحشية، وبالتالي تستمر الحرب، وفي مقابل ذلك، فأن تلك الضربات ستكون لها نتائج سلبية على الكيان الصهيوني والمحور الغربي بصورة عامة عبر توحيد جبهات القتال وشن ضربات نوعية تستهدف مصالح أمريكا وأوروبا في المنطقة.