لسنا شيش عوازة …!!!
بقلم // حسن كريم الراضي
لبيت دعوة لحضور حفل تأبيني للقادة الشهداء في فندق الرشيد وبرعاية مجلس الوزراء وهيئة الحشد .. المكان كان فخما جدا ولكنه لا ينتمي لروح الشهادة وترابية الشهداء الذين قضوا وليس لديهم من حطام الدنيا غير الكفاف وما يسد الرمق .. أما الحضور فكان رسميا بحتا ولا بأس بهذا ولكني لم أكن أنتمي لهذا العالم وهذه الأجواء ولا أتفاعل مع هذه الفعاليات الرسمية والمظاهر الشكلية الخالية من الروح والمهتمة بالرسميات والاتكيت. فدخلت القاعة بهذه الروح ولم أجد مكانا وقد أكتظت القاعة بالحضور ولم يبقى لنا غير مقاعد متناثرة بين الحضور تستلزم جهدا بالبحث عنها لتجدها . جلست بلا دليل ولا تشريفات بل أخترقت التجمهر في الباب والفوضى بالقاعة وأستقر بي الحال بمقعد بين الجموع . تحدثت مع الشخص بجانبي الذي يبدو أنه تعرف علي ورحب بي وسألته مستفهما فاخبرني أن الحضور هذا الذي ملأ القاعة هو للحمايات التي حضرت مع المسؤولين بنسبة ٩٠ ./. .. !! ألقى رئيس هيئة الحننند كلمته وبعده رئيس الوزراء ثم رئيس البرلمان الذي تحاشى أن يذكر اسماء الشهداء في كلمته .. خرج رئيس الوزراء فهبت الجموع خلفه حتى وكأن القاعة فرغت من الحضور وخرج بعده الحضور الرسمي الى سياراتهم المتوقفة بباب القاعة وذهبنا نحن الذين نمثل الحضور الشعبي نبحث عن سياراتنا التي أركناها بعيدا بعدما منعنا من ركناها في ساحات الوقوف المخصصة للفندق .. ذهبت تراودني الأفكار وتتلاطم أمواج الاستفهامات بذهني عن هذا الذي يسمونه أحتفاءا بالشهداء وهو في الحقيقة محض أستعراض وتحويل لسير العظماء في الأمة الى مادة لحملة أنتخابية تحاول أقناع الجمهور ظاهريا وهي تفتقد الجوهر الذي يستلزم ممن يدعي أحترامه للشهداء أن يسير بنهجهم ويقتدي بترابيتهم ويحتفي بهم بين الفقراء الذين ماتوا لأجلهم.. المهم ان هذا ليس نقدا لهذه الفعاليات فهم احرار بطريقة تكريمهم للشهداء ولكن اقحامنا نحن في هكذا مراسيم ودعوتنا لهكذا فعاليات أراه غير مناسب فلسنا بيادق تكملوا بنا الرقعة ولسنا شيش عوازة تكملون بنا وجبتكم .. أكتفوا بجيوش حماياتكم واجلسوهم بالصفوف الأولى في القاعات واتركونا نحتفي بشهدائنا بطريقتنا الخاصة وقد نكتفي بقراءة سورة الفاتحة ودمعة تنزل عند أستذكارهم هي أصدق من هذه الاستعراضات الكاشفة للبون الشاسع بين الحاكم والمحكوم .. ولا ذنب لنا بذلك فقد تربينا على ذلك ولا نقبل بأسلوب حكم أقل من أسلوب بن أبي طالب صلوات الله عليه ..