ابعاد زيارة دولة الرئيس محمد شياع السوداني لطهران

بقلم // هيثم الخزعلي

يعتزم دولة الرئيس محمد شياع السوداني زيارة طهران يوم الأربعاء المقبل.
وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، خاصة مع قرب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” ، وما يحمله ذلك من احتمالات لتغيير السياسات الأمريكية تجاه المنطقة.

ورشح عبر الإعلام عدة أمور كدوافع لزيارة دولة الرئيس محمد شياع السوداني لطهران، وقد تبدو معظم هذه الأمور صحيحة الا ان المهم منها، امور بعضها لم يرشح من الاعلام ولكن مبني على التحليل، فمثلا ذكر الإعلام امور منها :-

١- العلاقات الثنائية: تهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون بين العراق وإيران في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، ومتابعة ما تم الاتفاق عليه عند زيارة الرئيس الشهيد “رئيسي” للعراق، وعند زيارة الرئيس الحالي ” بزشكيان”.

٢- التطورات الإقليمية: ستشمل المباحثات المستجدات الأخيرة في المنطقة، خاصة بعد سقوط نظام الرئيس السوري”بشار الأسد” في ديسمبر 2024، وما يترتب على ذلك من تداعيات على الأمن الإقليمي.

٣-إمدادات الغاز: وحتما سيناقش الجانبان مسألة إمدادات الغاز الإيراني إلى العراق، التي توقفت في نوفمبر 2024، وكان من المقرر العمل على استئنافها لتلبية احتياجات العراق من الطاقة، والذي كان مقررا ان يكون بعد ١٥ يوم من توقفها.

الا ان الأهم حسب قراءتنا هو :-

ربما يحمل السيد السوداني رسالة امريكية لطهران،” رسالة صلح ومفاوضات “، فمن المعروف توجهات الرئيس ترامب( لانهاء الحروب وانعاش الاقتصاد، فإنعاش الاقتصاد العالمي، يحتاج لامن مصادر الطاقة وممرات الطاقة وممرات التجارة العالمية)، وهذا يعني توقف غارات الحوثيين على السفن في اهم الممرات البحرية.
وانسيابية مرور السفن في ( باب المندب /البحر الأحمر /قناة السويس)، وتوقف الصواريخ الفرط صوتية عن قصف” تل أبيب “، مع الرد الإيراني المؤجل (الوعد الصادق ٣) وهذا يتعلق بأمن الكيان الصهيوني وهو احد ثابتي السياسة الأمريكية في المنطقة مع استمرار تدفق النفط .
وهذان الأمرأن لايتمان ، مالم يتفاهم الأمريكي مع الجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة .
وهنا تحتاج الولايات المتحدة شخصية دبلوماسية موثوقة قريبة منها ومن إيران.

و حسب تصريحات بعض المسؤولين الامريكان ومنهم “مارك كينث” فإن السيد السوداني شخصية موثوقة متوازنة بنظر الامريكان، ومن الممكن أن يلعب هذا الدور.

ونظرا للنجاحات الدبلوماسية التي حققها السيد السوداني، على مستوى العلاقات الدولية والاقليمية.
ونجاحه بحفظ الاستقرار السياسي الداخلي، يمنحه الكثير من المزايا التي تجعله مرشحا للعب دور الوساطة بين الولايات المتحدة وآلجمهورية الإسلامية في إيران.

و يبقى هذا الدافع الرئيسي للزيارة في إطار التحليل، ولكنه تحليل له مسوغاته العقلائية التي يستند إليها.

ولكن اثباته في ضمير الغيب..

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
وياتيك بالاخبار من لم تزود…. .انتهى88

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى