الطارمية.. خنجر الإرهاب

بقلم // علي جاسب الموسوي

لم تكن الطارمية مجرد مدينة على خارطة بغداد .. بل كانت لسنوات طويلة خاصرة رخوة .. وممراً آمناً للفكر التكفيري الذي غذى الإرهاب في قلب العراق .. هذه البؤرة.. التي تمددت كخنجر مسموم في شمال العاصمة، تحولت إلى خط إمداد رئيسي للسيارات المفخخة والانتحاريين الذين استهدفوا الأبرياء في الأسواق والمساجد والحسينيات.

منذ سقوط النظام الصدامي البعثي .. بقيت الطارمية وكراً للخلايا الإرهابية .. تنتج القتلة وتصدرهم إلى بغداد ومحيطها .. في دورة شيطانية من العنف والتكفير .. ورغم العمليات الأمنية .. ظل الدعم اللوجستي للجماعات المسلحة متجذراً في بيئتها .. حيث تُحمى الدواعش تحت ستار العشائرية .. وتُجهز المفخخات في الظلام، بانتظار لحظة الغدر. والأخطر أن أغلب سكانها ينحدرون من بقايا أجهزة صدام القمعية .. من المخابرات والأمن الخاص والحرس الجمهوري، ما جعلها خزاناً بشرياً للإرهاب.

اليوم، ومع تصاعد التهديدات، أصبح تطهير الطارمية أولوية استراتيجية، لا تكتمل إلا بتجريفها سكانياً، واقتلاع جذور الإرهاب المتأصلة فيها، فجذور الفتنة لا تُستأصل بالمهادنة، بل بالحسم الذي يضمن عدم تكرار هذا التهديد مستقبلاً.

23/1/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى