الإمام موسى بن جعفر (ع) مقاوم بعد مقاوم..!
بقلم/ كندي الزهيري
أهل البيت عليهم السلام ، لا يجاملون. ولا يفاوضون و لا يخضعون للظالم ، وأن المقاومة الحقيقية مستمرة ومتجذرة في فعلهم حتى قيام الساعة…
قام الإمام بدورين مهمين المقاومة الدينية و الأخلاقي ، لمواجهة الانحرافات السلوكية والعقائدية ، من خلال دعوته إلى ( تعزيز التعاليم الإسلامية ، و شرح وتفسير القرآن الكريم ، وتحسين العلاقات بين المسلمين ، و تعزيز الفقه والتشريع ، و حفظ وتفسير الحديث النبوي وغيرها … )
من جهة ؛ ومن جهة أخرى ، كان للإمام مقاومة سياسية سلمية ، جاءت بسبب الانحراف الكبير في شؤون المسلمين ، حيث كان الحكم العباسي في وقته حكم فاسد بكل ما تعنيه الكلمة، دعوة الإمام (ع) إلى العدل ، و ندد بالظلم والفساد ،
وطالب بضرورة تعزيز الوحدة الإسلامية، و دعا إلى التوحيد والتعاون، كما أكد ( عليه السلام) على ضرورة الحفاظ على الهُوِيَّة المسلمين ، و صون التراث والثقافة الإسلامية … بدأ الإمام موسى بن جعفر (ع) مقاومته من المدينة المنورة مدينة جده رسول الله (ص) ، حيث كان يُلقّي دروسًا في الفقه والتشريع… ما كان يقوم فيه الإمام (ع) ، وما دع إليه ،
كان يمثل خطر كبير من منظور العباسيين ، وهذا أدى إلى ضغطًا كبيرًا من الدولة العباسية، التي كانت تخشى من نفوذه الديني والسياسي . تم اعتقاله عدة مرات، وتم نفيه إلى بغداد ووضعه تحت الإقامة الجبرية ، وسجنه حتى استشهد عن طريق دس السم له في السجن العباسي … إن الحكم العباسي كان ينظر إلى الأمام (ع) ، بمنظور منافس قوي وحقيقي ، لأسباب عدة منها :
ـ النفوذ الشعبي : كان الإمام موسى الكاظم عليه السلام يتمتع بنفوذ كبير بين الشعب.
ـ الدعوة إلى العدل : كان الإمام موسى الكاظم عليه السلام يدعو إلى العدل والتوحيد، وهو ما عدّ تهديدًا للنظام العباسي.
أما الأسباب الدينية من أبرزها :
ـ نص الإمامة : أن وجود الإمام ونص الإمامة عدّ تهديدًا للنظام العباسي.
ـ التفاسير الدينية : كان الإمام موسى الكاظم عليه السلام يفسّر النصوص الدينية بطريقة تختلف عن تفسير العباسيين أو ما يريدونه من تفسير على مزاجهم واهؤائهم .
ـ التأثير على الفقه : كان الإمام موسى الكاظم عليه السلام يؤثر على الفقه والتشريع.
ترك الإمام موسى بن جعفر (ع) تراثًا دينيًا وثقافيًا غنيًا ، الفقه والتشريع في عصره، وتم تدوين العديد من كتبه ورسائله. كما كان مقاومته هي الأبرز لكونه دعا إلى العدل والتوحيد ، ونبذ الفساد واستغلال السلطة ، طالب بالمساواة وألانصاف .