متاعب أخذت تطل برأسها على الصهاينة بعد طوفان الأقصى 

بقلم // د. محمد العبادي 

في الأسبوع الماضي زار باكستان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري وقال من هناك كلمة دقيقة( إنّ التطورات الأخيرة في غزة هي بداية المتاعب للصهاينة..).

يا ترى ماهي المتاعب التي ستطل برأسها على آل صهيون بعد طوفان الأقصى؟

يبدو لي أن طوفان الأقصى ورائه طوفان المشاکل والغصص على الصهاينة، فالحرب لها أثمانها وأثقالها.

إنّ الحرب مع غزة لم تضع أوزارها، بل بدأت أوزارها فقد كانت حرباً لم يفكر الكيان الصهيوني بنتائجها وإنما كان يفكر بأهدافها التي نال بعضاً منها ونالت منه كثيراً .

لقد كان قادة الكيان الصهيوني يفكرون بعقل عسكري مجنون في ضرب المقاومة في غزة ولبنان أو غيرهما من دون أن يفكروا بالنتائج أو بردة الفعل عند المقاومين ، ونسوا حظاً مما عرفوا، ونسوا مستوطناتهم المكشوفة في شمال فلسطين والتي تقع تحت رحمة المقاومة؛ فقد تم تخلية ( ٤٠) مستوطنة بشكل كلي أو جزئي، وبعبارة أخرى حوالي (٧٥٠) ألف مستوطن تم اخلائهم ، وايوائهم وهو مايعني توفير أماكن جديدة لهم وتأمين وتلبية متطلباتهم اليومية طيلة فترة الحرب، بمعنى أن النزوح والإخلاء له كلفة اقتصادية .

إنّ الخسائر في الأرواح داخل غزة ولبنان لم تحصد المقاومة مثلها في أرواح الصهاينة داخل فلسطین المحتلة ، لكن المقاومة حصدت نتيجة كبيرة حيث أسقطت مقولة الديمقراطية الغربية القائمة على الكذب وسقطت معها كثير من المؤسسات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان.

نعم لقد قتل الصهاينة في غزة( ١٥) ألف طفل فلسطيني ومثلهم من النساء قد دفنوا في أرضها بقنابل الديمقراطية الأمريكية، لكنهم أيضاً دفنوا معهم كل الشعارات المزيفة التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان.

لقد قصف الصهاينة المؤسسات الصحية والتعليمية والخدمية والمباني المدنية وتخريبها بشكل كامل، وضربوا حتى الملاعب والأسواق ودور العبادة، وتم تقدير الخسائر المادية لإعادة الإعمار في غزة من قبل الخبراء الاقتصاديين بـ ( ٣٠- ٤٠) مليار دولار، لكن في مقابل ذلك هل تعلم حجم الخسائر التي تكبدها آل صهيون ؟

إنّ نتائج الحرب على غزة أكبر من التوقعات؛ فبحسب بعض الأخبار والمواقع فإن الخسائر كبيرة ومنهكة للإقتصاد الاسرائيلي، وبهذا الصدد يقول دانيال إيغل كبير الاقتصاديين في معهد راند للدراسات؛ بأن الخسائر الاقتصادية للكيان الصهيوني نتيجة الحرب على غزة هي( ٤٠٠) مليار دولار، فيما العدو يتكتم على خسائره الحقيقة ويعلن بأن خسائره تقدر (١٢٠) مليار دولار .

وعلى فرض إن خسائر الصهاينة هي ( ١٢٠) مليار دولار فإنّ ذلك يعني أنه تكبد من الخسائر ثلاثة أضعاف غزة على أقل التقادير.

إنّ كثير من الشركات تضررت وبعضها أغلقت نتيجة الحرب . المتضررون سيبحثون عن تعويضات يطالبون بها الكيان الصهيوني.

لقد شل قطاع السياحة في إسرائيل أثناء الحرب، وغادر مئات الآلاف من إسرائيل إلى الدول التي جاؤوا منها، وتراجعت الاستثمارات فيها، وفقدت مصداقيتها،وانكمش اقتصادها وارتفعت تكاليف التأمين والشحن وغيره .

إنها لعنة غزة ودماء أهلها الأبرياء تطارد الكيان الصهيوني وتنخر في هيكله المتهالك،

ثم تعالوا معي إلى حساب الخسائر بالأرواح والتي لا تقدر بثمن بالنسبة للمقاومين .

إن الواقعة وقعت على المدنيين في غزة ولم تنل من حركتي حماس أو الجهاد بدليل ظهور حركة حماس وكتائب عز الدين القسام بعد ( ١٥) شهراً ملثمين وبزيهم العسكري ويقومون بعملية تسليم الأسرى . نعم نالت اسرائيل من القيادات السياسية والعسكرية لحماس وحزب الله ، لكن أنظروا إلى الضفة الأخرى فقد نالهم الموت السياسي والعسكري؛ فرئيس وزراء كيان الإحتلال الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق غالانت ملاحقون، وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحقهما واعتبرتهما مجرمي حرب، وعلى أصدقائهم وحلفائهم تسليمهم للعدالة.

أيضاً رئيس أركان جيش الإحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي أعلن استقالته بسبب مسؤوليته في فشل الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر ، وتحدثت قناة ١٣ الاسرائيلية أن قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان أعلن إنهاء منصبه وقال بأن الفشل في السابع من أكتوبر محفور في حياتي إلى الأبد .

وحالياً تجري تحقيقات داخلية ستنتهي أواخر كانون الثاني الجاري .

وسبق أن قدّم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا استقالته .

إن هذه النتائج في محاكمة قادة الإحتلال وسلسلة الاستقالات تنطوي على اعتراف ضمني بالفشل، وتدل على نهاية حياتهم السياسية أو العسكرية وسيعلم آل صهيون وحماتهم الغربيون أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمقاومين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى