نَقيّاتِ الجُّيُوب، و عَديماتِ العُيُوب….بين الشام والبلاط الأموي رحلة الثكالى وصراخ المستضعفين
العراق
بقلم // الدكتور سعد محمود المسعودي
في رحلة موكب الاباء تتجلى قصص واحداث تاريخية برزت على سطح اهات الأرواح وأنين المستضعفين . ولم تكن وليدة عصر حديث تسببت بألم لامس أرواح الناس في الشرق والغرب . بفجائع أدمت قلوب الإنسانية. في موقف رهيب ينبري به أمامنا علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) . إذ يقول
(ڪانت نساء ورجال الشام تصيب علينا من فوق السطوح الماء الحار وترمينا بالنار حتى احترقت عمامتي واحترق رأسي … وهو الذي وقف شامخا كالطود الاشم مزلزلا بلاط بني أمية . بمقطوعة من حديثه ارجع بالحاضرين إلى زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) . بقوله الشريف .
“أنا ابنُ نَقيّاتِ الجُّيُوب، أنا ابنُ عَديماتِ العُيُوب”.
والمقصود هنا . انا ابن فاطمة الزهراء البتول ( عليها وعلى ابيها الف تحية وسلام ) .
والكثير من القرائن هنا أود أن اطبعها على هذا المقال المقتضب . في الأحداث الأخيرة الدامية التي شهدها الساحل السوري . تفاقمت الأزمة بين من يوالي أمير المؤمنين (عليه السلام) . ومن يوالي معاوية ( عليه اللعنة والعذاب الأليم ) . بشدة الصراع على المكاسب السياسية والاقتصادية والثقافية وتنوع الأفكار واندماجها بروايات المخالفين التي ومازالت تعاني منها الإنسانية . بين قتل وتشريد وتجويع وهتك الأعراض وسبي العباد . افكار مؤدجلة . قد وضع خططها الغرب الكافر . وتسيد مشهدها الصهيوامريكية . بتصدير ثقافات مختلفة للشعوب المستضعفة . فتارة تكون إبادة جماعية . وتارة تكون . سياسة التجويع . وأخرى . تكون سياسة القتل الممنهج . ولم تبالي هذه الماكنة الإجرامية . بمرأة وطفل وشيخ وشاب وفتاة . ولم تسمع صوت الحقيقة . بلا رادع . تحت صمت المجتمع الدولي سيء الصيت على الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية . أن هذه الأحداث المتسارعة أشعلت المنطقة في غرب آسيا . عموما . والوطن العربي والإسلامي خصوصا . لاختلاف المصالح المشتركة بين الدول الطامعة للحصول على المكاسب السياسية والاقتصادية. وقد كانت آخرها احداث سوريا الشقيقة . وشعبها المسكين . الذي وقع تحت حكم الرايات الثلاث بين الإرهابي الجولاني وبين الصهاينة وبين الحكم الاردوغاني العثماني البائس . والالات القتل تسير على رؤوس الايامى من النساء . استوقفني منظر مؤلم أعاد بي الذاكرة . الى تاريخ الطف المقدس . والدماء الزواكي التي سالت وروت ارض العراق . بمعركة المجد والخلود للشهداء الابرار. من اخيار هذه الأمة واي دماء ! انها كانت دماء سيد شباب اهل الجنة وعياله وإخوته وأصحابه . وما واجهت هذه الأحداث المترامية الأطراف غزوآ عالميا اشتركت به حتى الدولة البيزنطية . واخرها حرائر ال محمد تسبى وتقاد اسارى إلى بلاد الشام . الى بلاط الحاكم الأموي اللعين يزيد السوء . شارب الخمر واللاعب ع القرود وقاتل النفس المحترم . وقد اعيد تاريخه الاسود هذه الأيام . وما شاهدناه من مناظر مروعة قد ابكت الملايين من البشر حتى الأعداء لم يحتملوا تلك المشاهد المؤلمة . وبين تلك الأحداث . نظرت إلى امرأة طاعنة بالسن من نقيات الجيوب العلوية الطاهرة في الساحل السوري . ذنبها الوحيد أنها وعائلتها تدين بالولاء لأل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم) . وهي تتوسد ابنائها الثلاثة مجزرين كالاضاحي . وكأني اسمع انين قلبها . وهي تناجي الله سبحانه . الهي إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى . وهي لا حول ولا قوة . بين اشرار وشذاذ الآفاق . كانت قلوبهم كالحجارة بل أشد من ذلك . واجهت مصرع ابنائها صابرة محتسبة ولا باليد حيلة . رمقت السماء بنظرة قد شقت كبد السماء ويعلم الله سبحانه . ماذا دار بينها وبين الرب المتعال . وما تلك الكلمات التي رمت بها . تطلب وجه صاحب الزمان ( عجل الله تعالى فرجه ) .
ولسانها كالخشبة اليابسة من شدة الالم والخوف والوجل على ابنائها المجزرين . ايها الناس على اي ملة انتم ومن اين مذهب أو دين أو طائفة تسمح لكم بقتل النفس المحترمة التي حرمها الله الا بالحق . كيف لقلوبكم أن تكون بهذه القسوة . هل انتم بقية الكافرين ام اشركتم بالرب العظيم . ام اخترتم آلهة على مذاقكم . الا تعلمون أن لهذه الفئة وهذه الطائفة العظيمة لها تاريخ بعمق السموات والأرض قد رسمه الله سبحانه وخط حروفه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) . هل تعلمون أن هذه الطائفة قد أخذت من الحسين بن علي بن ابي طالب ( عليه السلام) شدتها وبأسها وصبرها وحلمها عليكم . هل تعلمون أن هذه الطائفة هي الامتداد الحقيقي للإسلام المحمدي الأصيل . اقسم بالله صادقا . لو قطعنا واحرقنا وذرينا بالهواء ويفعل بنا الف مرة . ماتركناك يا أبا عبد الله . ولم نترك هذا الدين للعصابات الإجرامية الجولانية الداعشية . ولن يهدأ لكم بال مادامت الأرواح معلقة بأسدال ضريح النور والايمان امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام…..اللهم ارحم الشهداء واختم على قلوبنا بالسعادة والشهادة نصرة لدينك واحسن خاتمتنا إلى خير وثبتنا على ولاية امير المؤمنين ( عليه السلام) . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين….