آفاق مغامرات الرئيس الامريكي العسكرية على وطنَّا وشعبنا والصعوبات والمخاطر التي تواجهها الإدارة الأمريكية الترامبية
بقلم // يحيى احمد صالح سفيان
بسم الله الرحمن الرحيم
١٦ شهر رمضان المبارك
١٤٤٦ هجرية الموافق
١٦ مارس ٢٠٢٥م
أولاً وهذه حقيقة أن الرئيس الامريكي ترامب يغامر في شنه للحروب بشكل عام كما يغامر في تجاراته أي أنه يسقط خبراته النفسية في التجارة على المجال الحربي ويريد أن يكسب فيه كما يكسب في تجاراته وهذا يعلمه مستشاريه ومعارضيه معاً وبالنسبة لحروبه ضد وطنا فهو اكثر مغامرة وسيكون اكثر فشلاً بفضل الله وعدله ومنه وكرمه على شعبنا ولاسباب موضوعية حتماً ساطرحها لأنها من موضوع المقال ومن صميمه ولأسباب اكثر ذاتية وتتمثل أنه ومن في إدارته واجهزته الامنية ومن في اللوبي الصهيوني هناك يريدون أن يرتكب الكيان الصهيوني افضع وابشع الجرايم في حق الاطفال والنساء والمدنيين بغزة وكل فلسطين وبلبنان يريدون ان يفعلوا كل ما يريدون ويتصرفون كما يشاؤون ولو يؤدي ذلك إلى مآسي في عالمنا الإنساني ولا احد يقول لهم حتى ( لا ) يريدون أن يقفون مع الكيان الصهيوني ولو كلفهم ذلك من أمنهم القومي و من إقتصادهم وضرائب شعبهم التي يدفعها لهم الشعب هناك ليكون اكثر تطوراً وأمناً واستقراراً ورفاهية وكل هذا واقع عبثي إجرامي يرفضه كل عقلاء العالم أفراداً وجماعات ودولاً واليمن رغم إقتصاده الذي أُضْعِف ورغم عدم الإستقرار ورغم التهديدات التي يواجهها نتيجة الصراع الداخلي قد قال ( لا ) ولا تخيفه المغامران الترامبية فلطالما كان اليمن عبر التاريخ مقبرة للغزاة وحصناً منيعاً في وجه القوى الطامعة بفضل تضاريسه الجبلية الوعرة التي شكلت درعاً طبيعياً لشعبه سواء في مواجهة الغزوات الخارجية أو في النزاعات الداخلية واليوم في ظل الاستهداف الامريكي لوطنَّا تتكرر المعادلة ذاتها حيث تصطدم الإدارة الأمريكية الترامبية وقبلها الإدارة الامريكية البايدنية وقادة ترسانتها الحربية بمصاعب جمة تمنعها من تحقيق أهدافها العسكرية .
فجملة من الموانع والصعاب التي تواجهها الإدارة الأمريكية وقادة ترسانتها الحربية كلما شنت القصف على اليمن من الجو والبحر باحدث السلاح والتكنلوجيا وتأتي في مقدمة تلك الموانع لتحقيق أي نجاح او نصر للإدارة الامريكية تلك التضاريس الجبلية اليمنية المعقدة إذ يتميز اليمن بتضاريس جغرافية فريدة حيث تغطيه سلاسل جبلية وعرة وتلال وهضاب تمتد عبر معظم المناطق مما يجعل استهداف المنشآت العسكرية والقدرات الدفاعية للجيش اليمني الذي بالتاكيد قد استغل هذه النعم من التحصينات الطبيعية افضل إستغلال حتى صار أمراً بالغ الصعوبة على العدو لتحقيق اهدافه التي يعلن عنها مراراً بقوله وحسب تعبيره ( تدمير القدرات العسكرية الحوثية ) مع انهم يعلمون أن المواقع العسكرية مخفية داخل الجبال والكهوف والمناطق الوعرة مما يمنحها حصانة طبيعية ضد الضربات الجوية والصاروخية مهما كانت قوتها التدميرية بل بستحيل الوصول إلى الأهداف العسكرية بأي من الوسائل الإستطلاع وبفضل هذه التضاريس لا يمكن لأي قذيفة ذكية أو صاروخ متطور اختراق عمق الجبال التي تُخَزّن وتُصَنّع فيها جملة السلاح والذخائر والوسائل الحربية الاستراتيجية فحتى أصغر تل أو تبة قد تصل سماكتها إلى كيلومتر واحد أو أكثر ما يجعل الوصول إلى الهدف العسكري امراً مستحيلاً وهذا يشكل عقبة كبيرة أمام الإدارة الأمريكية الترامبية المغامرة حيث تصبح الضربات العسكرية غير فعالة وغير مؤثرة على القدرات القتالية لليمنيين وعلى الإستراتيجي الذي إن شاء الله وبفصله يصبح سلاح ردع على المستوى الدولي .
إن الفشل الامريكي المتكرر في عدم التوصل الى تحقيق اهدافه في تدمير القدرات العسكرية اليمتية سيطره إلى إستخدام الإعلام الامريكي للتضليل وكذلك ابواقه سيضللون شعوبهم بأنهم سيدمرون وسيدمرون وانهم قد دمروا ودمروا ووو .
إنهم يتباهون بتكنلوجيتهم مراراً رغم ان الواقع قد ثبت فيه عجز التكنولوجيا العسكرية الحديثة الامريكية وغيرها لتحقيق الاهداف أمام التضاريس الصلبة وبهذا فالتكنولوجيا الحديثة التي يتباهون بها ويرعبون بها الكثير من دول العالم والكثير من الشعوب ليست كفيلة باختراق الجبال الصغيرة فكيف بالحبال التي سماكتها من السطح الى الهدف كيلوهات متر وحيث أن القنابل الخارقة للتحصينات تحتاج إلى عمق اختراق كبير وهو الأمر الغير ممكن في التضاريس اليمنية الصلبة وحتى في حالة استخدام قنابل ذات رؤوس ارتجاجية أو نووية تكتيكية فإن التأثير سيكون محدوداً جداً بسبب الطبيعة الجغرافية المنيعة لوطنا العزيز الحُر .
وعلى مر التاريخ قد أظهر اليمنيون براعة كبيرة في استخدام الجبال كمواقع استراتيجية للدفاع والهجوم حيث أتقنوا حروب العصابات والتكتيكات القتالية التي تجعل إستقرار أي عدو في وطنهم او استهدافهم أمراً بالغ الصعوبة فهم يتحركون بخفة عبر الوديان والجبال ويعتمدون على التخفي والتكتيكات المباغتة التي تفشل أمامها حتى أكثر الجيوش تطوراً .
كما أن الاستراتيجية الأمريكية في الحروب الحديثة تعتمد على العمليات الجوية الدقيقة والتي تتطلب معلومات استخبارية دقيقة حول الأهداف لكن في وطنَّا من الصعب تحديد مواقع الأهداف بسبب التضاريس الطبيعية من التباب والهضاب والسلاسل الجبلية في مختلف مناطق الوطن وبمختلف احجام كُتَلها ووجود مئات الكهوف والمخابئ الطبيعية التي توفر حماية فعالة ضد الطيران الحربي بمختلف انواعه وانواع ما يحمله من سلاح وتكلوجيا إضافة إلى ذلك فإن الطائرات المسيّرة والمقاتلات تجد صعوبة في التحليق بفعالية في بعض المناطق بسبب وعورة المسالك الجوية والظروف المناخية المتغيرة .
كما ان الروح القتالية العالية لدى ابناء شعبنا المدافعون عن وطنهم وعن انفسهم وعن أبناء امتهم بفلسطين ومقدساتها هي البارزة الثابته الصامدة اليوم وإلى جانب الجغرافية تعتبر من العوامل الخادمة للإستراتيجية الدفاعية والهجومية للقوات المسلحة وللشعب معاً ولن يفلح أي عدو في تحقيق نصراً حتى وإن جرهم إلى معارك في ارض مفتوحة لا تتوفر فيها السواتر الطبيعية فسيكون العدو تحت مرمى القوة الصاروخية والمسيرات ولا يتمكن من الصمود والبقاء في أي جبهة …..
وعليه يصير من الواضح لاي متابع ومحلل عسكري وسياسي أن شعبنا اليمني يتمتع بروح قتالية عالية وهو مستعد للتضحية بكل شيء دفاعاً عن أرضه وسيادته وهذا ما جعل كل غازٍ يفكر ألف مرة قبل التورط في مواجهة مباشرة على الأرض اليمنية حيث أن القوات الأمريكية أو أي قوة غازية أخرى تدرك أن احتلال منطقة يمنية أو استهداف قوة عسكرية فيها لن يكون سوى بداية لحرب استنزاف طويلة الأمد لن تخرج منها منتصرة .
وأمام هذا العجز الذي تواجهه الإدارة الأمريكية الترامبية وقبلها البايدنية وقادة ترسانتها الحربية نجد نتائج مترتبة على هذا العجز العسكري الامريكي الذي اشير إليه والذي منها :
مأزق استراتيجي امريكي عسكري يتولد عنه مازق سياسي وأقتصادي فالعجز عن تحقيق إصابات دقيقة في الأهداف العسكرية اليمنية يعني أن الإدارة الأمريكية ستواجه أزمة استراتيجية حيث تجد نفسها غير قادرة على تحقيق أي نصر عسكري حاسم فيترتب على ذلك النقد الداخلي الامريكي ولو كان محدوداً والسخرية العالمية من القدرات الامريكية وفخر صناعاتها وفي نفس الوقت مما يعزز من صمود اليمنيين ويجعل أي تدخل عسكري غير ذي جدوى مع تصاعد الكلفة المالية كلما شن الامريكي قصفاً على وطنا وتحرك عسكريً على في اراضي ومياة المنطقة فاستمرار الغارات الجوية الفاشلة دون نتائج ملموسة يؤدي إلى استنزاف الموارد المالية والبشرية للقوات المعتدية حيث تتكبد خسائر ضخمة في المعدات والأسلحة دون أي تأثير على القدرات الدفاعية لقواتنا المسلحة بالإضافة إلى ما يتلقاه الامريكي من ضربات موجعة بالطيران المسير لقواتنا الجوية وسلاح القوة الصاروخية استهدفت مراراً ولم تزل كلما شن العدو إعتداءآته مختلف قطعه البحرية بما في ذلك مختلف انواع حاملات الطائرات فخر الصناعة الحربية الامريكية والتي طالتها مسيرات والصواريخ قواتنا المسلحة كما أنه كلما فشلت الهجمات العسكرية الامريكية فإن ذلك يعتبر تعزيز للقدرة الدفاعية لقواتنا المسلحة وتعزيزاً للمعنويات ويؤدي إلى إزدياد ثقة القوات المسلحة والشعب اليمني بسلاحه وبالقدرة على الصمود والمواجهة مما قد جعل بشكل مستمر التصاعد في الروح المعنوية للمقاتلين والشعب ويدفع بالمزيد من الشباب للانضمام إلى المقاومة والدفاع عن انفسهم ووطنهم ودينهم وامتهم ومقدساتها .
إن الجغرافيا اليمنية قد اثبتت أنها تمثل سداً منيعاً أمام أي عدوان خارجي وجعلت من اليمن قلعة محصنة ضد القصف والاستهداف المباشر وهذا ما يدفع الإدارة الأمريكية إلى التخبط في استراتيجياتها حيث تجد نفسها أمام عدو غير مرئي محصن بجباله ومقاتليه لا يمكن استهدافه أو القضاء عليه ومن هنا فإن أي عدوان عسكري على اليمن لن يكون سوى استنزاف طويل الأمد ينتهي بفشل المعتدين وينتهي وهو قد قدم للعالم المعتدين على البُنى التحتية والآمنين مدى بشاعتهم وفضاعتهم وتضليلهم للعالم حينما يدعون الحرية وانهم حماة حقوق الإنسان والطفولة والامومة والمرأة عامة وهذا الحقايق التي تتجلى يوماً بعد يوم ليست إلا نصراً لكل قوى الحق والخير والحب والسلام والمدافعين عن هذه القيم السامية حقا ………….