كنوز ميديا – تقارير
مشكلة إضافية، سلط عليها الضوء في “إسرائيل”، تتعلق بالأزمات النفسية التي سيعاني منها جنود الاحتياط، إذ أشارت الإحصائيات، بحسب “مركز رامون”، إلى تنامي عدد الجنود العائدين من الخدمة الذين يعانون من اضطرابات نفسية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والقلق المزمن، إلى جانب شعور بالغربة وصعوبة التكيف مع الحياة المدنية، بحيث أدت هذه العوامل إلى تراجع الرغبة في العودة إلى الخدمة مجدداً، إذ يفضل الجنود تجنب التجربة القاسية التي مروا بها أثناء الحرب.
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في 19 شباط/فبراير الفائت إلى أن وزارة الأمن أطلقت مشروع “عاميت” للصحة النفسية، الذي شهد تسجيل 170 ألف شخص، من بينهم 4000 من جنود الاحتياط الذين تقدموا بطلبات لجلسات العلاج النفسي.
ولم تبق التأثيرات السلبية لخدمة الاحتياط محصورة بفئة الاحتياط، بل طالت فئة الجنود النظاميين، إذ يعاني الجنود النظاميون، وفقاً لمحلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشوع، من مشكلة أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى منازلهم بوتيرة عادية، بل أقل من المعدل، كما أنهم لا يكادون يتدربون، وذلك لتخفيف العبء عن قوات الاحتياط.
يهوشوع أشار إلى أن هذا الوضع يؤدي إلى استنزاف الجنود، الأمر الذي ينعكس أزمات شخصية وتفكك عائلات وانهيار أعمال تجارية. ولفت يهوشوع أيضاً إلى أن “الجيش” الإسرائيلي يحتاج إلى 7,500 جندي وجندية جدد (مقاتلون)، بالإضافة إلى آلاف الجنود لفئات الدعم القتالي والوظائف الإدارية، وهو لا يحتاجهم اليوم، بل بالأمس، وفقاً ليهوشوع.
مراسل شؤون المناطق الفلسطينية المحتلة في “يديعوت أحرونوت” اليشع بن كيمون، أورد في تقرير له أنه على خلفية تملص الحريديم واستئناف القتال، بات العبء على جنود الاحتياط يزداد ونسب التجنيد للاحتياط تنخفض، وأن قادة وضباط احتياط يفيدون بانخفاض بنسبة 30% في نظم القوات، وأن “الجيش” الإسرائيلي يبحث عن حلول، لكن المشكلة تبقى على حالها: لا يوجد عدد كافٍ من القوة البشرية.
ونقل كيمون عن المقدم “ت” وهو ضابط كبير في لواء احتياط مدرعات، قوله إنه على الرغم من استئناف القتال، فإنه لا ينجح في ملء الصفوف، وأضاف:” هناك صعوبة مهمة في تجنيد احتياط. تشعر بكل هذا في كل اتصال هاتفي تُجريه. ليس هذا ما كان قبل سنة”. ووصف المقدم “ت” بأنه يعاني من انخفاض 30% في القوة البشرية للواء.
المقدم “ت” ليس وحده. ضباط آخرون أثاروا مسألة الصعوبة في تجنيد مقاتلين وعناصر أركان في جولات القتال التالية، وحذروا من أنه حدث يجب معالجته على وجه السرعة.
المصدر -الميادين . انتهى88