علي باب الله وباب الجنة..!

بقلم // قاسم ال ماضي 

 

الأبواب في حياة الإمام علي عليه السلام: رمزية ودلالات.

أودع الله في النفس البشرية حواس وقوى حسية وحركية، وأحاط الإنسان بأمرين جوهريين: العقل والقلب.

أشار سبحانه إلى العقل في خطابه بأسماء مختلفة، مثل “الألباب”، كما في قوله تعالى: “أولي الألباب”. وفي آيات أخرى، أشار إلى القلب بأسماء مثل “الفؤاد” و”القلب”، مخصصًا هاتين الحاستين بخطاب مميز.

قد يتحد العقل والقلب في اتجاه واحد، مما ينتج عنه قوة عظيمة، ولكن هذا الاتحاد ليس دائمًا، فقد يتنافران أو يميل أحدهما في اتجاه مختلف، مما يؤدي إلى ضعف وتخبط. وعندما يجتمع العقل والقلب في انسجام، تكون النتيجة النجاح في المسعى، كلٌّ حسب اعتقاداته وتوجهاته.

أحد نتائج هذا التمازج هو العشق، حيث يعيش الإنسان بعقله وقلبه في حب عميق. ومن شواهد هذا العشق، عشق الإمام الحسين عليه السلام لربه، حيث أفنى كل شيء في سبيله، مخلدًا رمزًا لكل شريف ذي لب. هذا العشق هو نتاج العشق الأكبر الذي زرعه الإمام علي عليه السلام، وأرضعته السيدة الزهراء عليها السلام من فيوضات ربانية، بعد أن أسسه النبي الخاتم صلى الله عليه وآله.

من ذلك العشق، عشق أم البنين عليها السلام، التي قدمت أبناءها فداءً للإمام الحسين عليه السلام، وعشق جون الذي رمى درعه وكشف صدره لسيوف الأعداء. وهناك العديد من الأمثلة الأخرى التي تجسد هذا العشق، حيث يذوب العقل والقلب في المعشوق.

هناك نوع آخر من العشق، وهو عشق شيعة آل البيت عليهم السلام، الذي يثير دهشة الأعداء وإعجاب الأصدقاء. وأنا كواحد منهم، أعشق ما يعشقون، وقد دفعني هذا الشعور إلى التأمل والتفكر فيهم، وخاصة في شخصية الإمام علي عليه السلام، الذي حار فيه العدو والصديق.

أخذتني الحيرة في مفردة بسيطة من حياته، وهي مفردة “الأبواب”. فقد لاحظت أن في حياة الإمام علي عليه السلام علاقة بالأبواب في مناسبات مختلفة، منذ ولادته وحتى استشهاده. فقد شق الله له جدار الكعبة، ولم يخرج من الباب المعتاد، مخصصًا له بابًا من عنده.

قال النبي صلى الله عليه وآله: “أنا مدينة العلم وعلي بابها”. وعندما اقتحم المشركون بيت النبوة، كان علي نائمًا خلف الباب، ففدى الرسول بنفسه. وفي معركة خيبر، فتح علي باب الحصن الذي عجز عن فتحه أربعون رجلاً.

بعد معركة الجمل، قال علي عليه السلام: “لو كنت قاتلاً للأحبة، لقتلت من خلف الباب”. وفي يوم استشهاده، قال: “اشدد حيازيمك للموت، فإن الموت لاقيك”. والإمام علي عليه السلام هو قسيم الجنة والنار، فهو واقف على باب الجنة. وهناك أبواب قلوب شيعته، التي لا تفتح إلا لعلي.

الإمام علي عليه السلام هو باب الله الذي منه يؤتى، والذي أعرض عنه الكثير من الناس. نسأل الله بحقه أن يفتح أبواب عقولنا وقلوبنا لفيض من علوم آل البيت عليهم السلام، وأن يقف على أبواب قبورنا ليخفف عنا هول المطلع، وأن يفتح لنا أبواب الجنان يوم الحساب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى