كنوز ميديا / تقارير
في مشهد يتكرر باستمرار، تتحول بعض التصرفات الفردية لأثرياء الخليج إلى مادة للسخرية والتندر عالميًا، حيث يدفع البعض مبالغ طائلة على أمور قد تبدو غير منطقية، مما يعكس ممارسات تتجاوز حدود المعقول، سواء في المباهاة أو تحقيق مكاسب آنية على حساب المنفعة الحقيقية.
إنفاق بلا حدود… أرقام تثير الدهشة
في السعودية، أقدم مواطن على شراء رقم لوحة سيارة بنصف مليون ريال لمجرد أن أرقامها تتطابق مع تاريخ ميلاد زوجته! بينما في الإمارات، دفع آخر مبلغًا مشابهًا لاقتناء صقر ذهبي بغرض الصيد، ليكتشف أنه يستخدمه لصيد أرنب لا تتجاوز قيمته سبع دراهم!
وفي قطر، لم يكتفِ أحد الأثرياء بشراء هاتف “آيفون” جديد بمبلغ مليون ريال قطري، بل اشترطه أن يكون أول شخص يحصل عليه في الخليج، وكأن السبق في اقتناء هاتف جديد يعكس مكانة اجتماعية أو قيمة مضافة!
كرة القدم… ساحة للمزايدات المالية
امتدت موجة الإنفاق المفرط إلى عالم الرياضة، حيث قرر رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان، دفع 512 مليون دولار فقط لنقل النجم البرازيلي نيمار جونيور، ليس لتحقيق مكاسب فنية أو استثمارية، بل لمجرد النكاية بفريق برشلونة!
وفي مشهد آخر، أقدم ثري خليجي على شراء حذاء كريستيانو رونالدو الذي تبرع به لجمعية خيرية بمبلغ تسعة ملايين دولار، ليصبح اللاعب قد حصد الثناء والإعجاب، والجمعية حصلت على تمويل ضخم، بينما الثري… حصل على “جزمة”!
مناسبات لا تعترف بالعقلانية
لم تتوقف حالات التبذير عند هذا الحد، بل وصلت إلى مستوى غير مسبوق في المناسبات الاجتماعية. ففي قطر، قام شيخ قبيلة بنذر 50 جملًا يوم زواج ابنه، ووفى بالنذر، حيث تم طهوها بالكامل رغم أن عدد المدعوين لم يتجاوز 250 شخصًا! وبعد انتهاء المناسبة، جاءت ثلاث بلدوزرات لدفن الجمال المطبوخة التي لم تُستهلك، في مشهد يجسد أقصى درجات الإسراف.
المال في خدمة السياسة… مزاد مفتوح
لم يقتصر الأمر على الأفراد، بل امتد إلى سياسات الدول، حيث استخدمت بعض الحكومات الخليجية أموالها في صراعات سياسية، ليس لتحقيق مصالح شعوبها، بل للمزايدة على النفوذ الإقليمي.
فقد دفعت السعودية والإمارات مليارات الدولارات للولايات المتحدة لضمان دعمها في حصار قطر، لكن قطر لم تقف مكتوفة الأيدي، فدفعت مليارات أخرى لتخفيف حدة الموقف الأمريكي. ولم تتوقف المزايدات هنا، إذ دفعت السعودية والإمارات أموالًا إضافية ليعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قطر تدعم الإرهاب، لكن قطر ردت بدفع المزيد ليخرج وزير الخارجية الأمريكي بتصريحات متناقضة تنفي هذا الاتهام!
حتى القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر لم تكن بعيدة عن هذه المزادات، فقد حاولت بعض الدول دفع مبالغ هائلة لإثارة الشكوك حول استمرار وجودها، فقابلت قطر ذلك بمزيد من الأموال عبر عقد صفقات تسليح ومناورات عسكرية لضمان بقاء القاعدة واستمرار الدعم الأمريكي.
ختامًا… أموال تُنفق في غير محلها
بين شراء أشياء تافهة بمبالغ خيالية، وإنفاق أموال ضخمة على نزاعات سياسية لا طائل منها، يبدو أن بعض الأثرياء الخليجيين والدول النفطية يعيشون في عالم مختلف، حيث تحل ثقافة المباهاة والمزايدة محل الحكمة والتخطيط.
وصدق المتنبي عندما قال :
يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم