ولّى زمنُ الهزائم، وأتى زمنُ الانتصارات.

بقلم _عبدالسلام الجنيد

منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، وصدى هذه الكلمات يتردّد في كلّ أصقاع المعمورة، كأنّها نفخةُ إسرافيل في صورِ البعث في اليوم الآخر؛ تُفزع الطغاةَ والمستكبرين، وتوقِظُ مضاجعهم، وتُحيي قلوبَ المؤمنين الأحرار، وتهذّبهم وتُثبّت أقدامهم، وتُترجمها الأحداث إلى واقعٍ فعليٍّ معاش.
هذه الكلمات، بكلّ ما تحمله حروفها من عنفوانٍ ومصداقيّة ورباطةِ جأش، لمن باعوا أنفسهم لله وفي سبيل العزّة والحرّيّة، صدح بها سماحةُ سيّدِ المقاومة وشهيدُ الإنسانيّة، الشهيدُ القائد حسن نصرالله – صلواتُ الله عليه وقدّست روحُه الطاهرة – بعد حربِ التحرير في تموز 2006، حينما خاطب بها المستكبرين من الغزاة والمحتلّين: أمريكا وبني صهيون، ومن معهم من الغرب الكافر وأدواتهم من العبيد والمنافقين.

وعلى مدى هذه الحقبة الزمنيّة، ما تزال تُترجمها الأحداث، ويشعّ نورها، ويتردّد صداها حتى اليوم، كما شاهده العالم واستيقنه المجرمون المحتلّون في معركة طوفان الأقصى وما تلاها من أحداث، وتسطير البطولات لرجال الرجال في المقاومة في غزّة وجنوب لبنان والعراق وإيران واليمن، في معركة واجه فيها الإيمانُ كلُّه الشركَ كلَّه، ومنازلة قلّ أن يشهد لها الزمان من نظير، ذاق فيها العدوّ المتغطرس أقسى أنواع العذاب وأشرّ هزيمة، وما تزال تُسَطَّر إلى الآن ولم تنتهِ بعد.

صحيحٌ أنّها قُدِّمَتْ فيها أغلى التضحيات، وارتُكِبَتْ فيها أبشع المجازر والجرائم، لكنَّ النصرَ ما يزال حليفَ رجالِ الله، والفشلُ والهزيمةُ تُطارد المعتدين، وتلفّ حبالَ الفناء على رقابهم، وتُنذر بزوالهم بفضل الله.

ومن يقرأ الأحداثَ بحصافة، ويُمعن النظرَ فيما يعيشه المعتدون من خزيٍ وإرباكٍ وتخبّطٍ ويأسٍ وإحباط، مرتدين لسترةِ النجاة باستمرار، ويحاولون التخفّي والتمترس خلف غربالِ الفشل والانحسار، فخيرُ مثالٍ على ذلك ما تعيشه اليوم وتُلاقيه أمريكا وإسرائيل من جبهةِ اليمن، من صفعاتٍ تأديبيّة وضرباتٍ حيدريّة، أصابت العدوّ بالشلل والانهيار، بقوّةِ الله، وصمودِ وبسالةِ جندِه الغالبين، وحكمةِ وشجاعةِ القائدِ العَلَم، منارِ الشجاعة، ونبراسِ الوفاء، قائدِ معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدّس، عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، يحفظه الله ويديم ظلَّه وعزَّه.

والحمدُ لله، أنّنا نعيشُ اليومَ زمنَ الانتصاراتِ، ومن يعتقدُ غيرَ هذا، فليتربّصْ حتّى يأتيَ يومُهمُ الذي يوعدون.

والسّلامُ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى