من التهجير إلى العزل

بقلم // علي جاسب الموسوي

تصريحات ترامب الأخيرة لم تكن مجرد موقف سياسي عابر، بل إقرارٌ علنيٌّ بدعم الإبادة الجماعية في غزة، وإعطاء الضوء الأخضر للكيان الصهيوني لمواصلة القتل والتهجير .. إنه خطابُ حرب مفتوحة على الأمة، يكشف عن عجز العدو عن تحقيق أهدافه العسكرية، ومحاولة بائسة لقلب معادلة المواجهة من هجوم المقاومة إلى دفاع عن الحق في البقاء.

لكنّ هذا التصعيد لم يمرّ دون تداعيات؛ فداخلياً، واجه ترامب أصواتاً في الكونغرس تطالب بعزله بسبب دعمه (لـ التطهير العرقي) ، مما يعكس أزمة أخلاقية وسياسية تهدد مستقبله … وعلى الساحة الدولية، جاء الرد الروسي ليكشف زيف تصريحاته، ويضعها في خانة الخطاب الشعبوي الذي لا يغير شيئاً من معادلات الصراع.

في المقابل، جاءت كلمة الإمام الخامنئي دامت بركاته ضربةً قاصمةً للأوهام الأميركية، مؤكدةً أن المراهنة على التفاهمات مع واشنطن ضربٌ من العبث، بينما رسخت مواقف قادة المقاومة معادلة الردع التي تُفشل أي محاولة لإخضاعها … غزة اليوم ليست ضحيةً تنتظر مصيرها، بل جبهةٌ ثابتةٌ تُعيد رسم المشهد، حيثُ لا تهجيرٌ ولا إبادة، بل مقاومةٌ تفرض واقعها وتكتب معادلتها بدم الشهداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى