طوفان الحزن..يخيم على عيوني الوالهة..!

بقلم // الدكتور سعد محمود المسعودي

أنه بالنوح يتمت البساتين لا تغريد بيها أو لا تساهيد

صحت موال بچه الشجر و الماي و أكو فلاح يسمع صاحلي عيد

گتله ألي يعيد أجروحه چذاب أبجنح مكسور ودتني المصاييد

شد راسه أبغترته أو صاح ليفوگ گال ألبيك بيه أوجر أو زيد

گتله ألي أريد أخلص من الناس أريد أجناح أطير أو كلشي ماريد

تعال إتگرب أوعاين علي زين شوف إسون إبوجهي التجاعيد

ان انطلاق شاعرية الإنسان بين حزنه وحنينه يترك انطباعآ قد يكون بداية لابداعاته ، وحسب ما ينقل من الموروث ( الحرمان يولد الطاقات ) ،

ما بعد الموت هو حياة الإنسان الحقيقية التي طالما أعرج عليها في كتاباتي ، وقد اشغل تفكير البعض بترك الباب مفتوح للتفكير ، خصوصا أن كان التفكير يمتزج بحالة من الحزن العميق الذي يلامس روح وقلب الإنسان ، اعتدت أن أسهب في الشروحات والحلول المقترحة لدراسة التاريخ واضع النقاط على الحروف لأغلب مفاصله ،

الا انني اليوم ارتأيت أن أخرج من حياة الكتابة الرتيبة ، إلى عالم النص الوجداني الثنائي التفكير ، بين طيات الحداثة في التاريخ وبين إيصال ما اريد إيصاله من فكرة فنون الكتابة ،،،،،
يذكر أن الحزن السرمدي العراقي يتمتع بشغف كبير جدا ، ويختلف هذا الحزن العميق كأختلاف الجيني بين شخصا واخر ، اي ان العراقي حتى في حزنه مختلف تماما عن ما سواه من الخليقة ، وهذا واضح وصريح وملموس واليكم بعض الأمثلة ،

في بلدان الله الواسعة ، مثلا بلاد الغرب ، في حالة المصيبة التي تقع ع الإنسان (الموت) ، يتفاوت طعم الاحزان بين بلد واخر ، منهم من يكون حزنه آني وليد لحظة فراق العزيز ، ويكون التفاعل معه وقتي لا يبرح سويعات بالكاد ان يكون بعد دفنه ، وأخذ العزاء والمواساة لأسرته واحبائه بعد لحظات الدفن مباشرة ، ويعود المفجوعين إلى عملهم اليومي الطبيعي بلا شعور يذكر وممارسة حياتهم اليومية المعتادة ،

ولو قارنا ذلك بينهم وبين العرب لوجدنا الفرق البسيط في العرب ع الاغلب ، ولو قارنا الحزن العراقي العظيم ، لوجدنا أن الدراماتيكية والشاعرية وقد تكون عبارة عن مناسك وشعائر لهذا الحزن العظيم ، فمنهم من يجعل من حزنه بوابة لولادة جديدة وعصر جديد بتوليد الطاقات الكامنة لدى الفرد ، ويظهرها على أتم وابهى صورها ، فمن الحزن ما خرج شعراء وأدباء وأصحاب الذائقة الفنية الدرامية الرائعة ،

ومن الناس من يظهر الحزن الذي يعيش معه طوال فترة حياته حتى من الحزن ما قتله ، وهذه حالة تعد من أشد الأنواع التي نراها في العراق العظيم ، ولاحظناها بين أوساط المجتمع الطيب الرؤوف ،

واذكر منها حالة بأختصار ، كان لي صديق واخ وخليل وانس لوحشتي ، بعد وفاة أخيه الأصغر ظل ينعى هذا الأخ أخيه في مقبرة وادي السلام فخيم هذا الحزن على قلبه حتى أصبحت له انعكاسات على حياته اليومية ، ما أن أخذ من حياته حيز الوجد ، بعد فترة وجيزة لحق بأخيه الفقيد ، فأدركت المقولة الشهيرة ( أن من الحزن ما قتل ) ،

فنلاحظ بهذه اللحظات والعراقي هو المميز الوحيد من بين هذه الخليقة يتمتع بحزنه ويعيش معه ويعطيه حقه ، وقد تكون هذه الخصلة هي منارا لصاحبها بتوليد الطاقة الكامنة بداخله ، فلم نستطيع أن نشارك الغرب والعرب أحزانهم ، لان العراقي حتى بهذه الصفة هو مختلف تماما ،

وإليك عما حدث في مجازر لبنان وجنوبها وفلسطين وغزتها ، التأثير الحزمي المباشر هي الطابع الغالب في المجتمع العراقي ، فعادة نذكر الشهداء بوجل والم وحسرات ، وعادة نبني صرادق الحزن العميق الذي خيم على الأجواء الرتيبة ، وعادة يتحول هذا الحزن إلى صلب الموقف واتساع رقعته ، وما أشبه حزننا بمصابنا بسيد شباب اهل الجنة عليه السلام ، فمنذ أكثر من ١٤٠٠ عام ونحن ننعى ابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ).

وهذا لا يأتي من فراغ ، فقد اختاروا العراق شعبا وبلدا ، لان ديمومة النصر والحفاظ على مكتسباته يقف خلفها حزن العراقيين ، وما سخالج نفوسهم الطمأنينة والثقة والإخلاص الا عن طريق هذه الشاعرية العظيمة التي أوجدها الله سبحانه بداخل كل فرد منهم ، مع اختلاف انواع الاحزان ،

هذا الموضوع الذي بين ايديكم قد يكون لي ظل انتفع به يوم لا ينفع مالا ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على النبي محمد واله الطيبين الطاهرين
ونسأل الله حسن الخاتمة والثبات…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى